السبت مارس 09, 2013 3:05 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
لا إيمان لمن لا أمانة له المعلومات الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 166 تاريخ التسجيل : 08/03/2013 العمر : 31 الموقع : www.theb3st.com
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: لا إيمان لمن لا أمانة له
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... : أوجبالإسلام على المسلم الحق أن يكون ذا ضمير يقظ يتصف بالأمانة ، ويصون الحقوق حق الله ، وحق الناس ، أي يكون أميناً في عمله غير مفرط فيه ولهذا أوجب عليـه الأمانة . والأمانة كلمة واسعة الدلالة فى التشريع الإسلامي ، فهى إدراك قوى من الإنسان بمسئوليته الكاملة أمام الله فى كل أمر يوكل إليه من قول أو عمل ما ، قال أبن عمر رضى الله عنهما : ( سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع فى أهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة فى بيتها راعية وهى مسئولة عن رعيتها ، والخادم فى مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته ) وعامة الناس يفهم مدلول الأمانة بمعناها الضيق وهو حفظ وديعة معينة لديهم سواء كانت أموال أو نفائس أخرى ، ولكنالأمانة ملولها فى الشارع أوسع من ذلك وأعمق ، والأمانة هى فريضة على المسلمون يتواصون بها ويســـتعينون بالله على حفظـــها مثال ذلك حينما نكون على ســـفر نقول : ( نستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ) ونقول أيضاً ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ) والرسـول "صلى الله عليه وسلم" فى أحاديثه الشريفة كان يوصى المسلم على الأمانة ، وهو القدوة الواضحة فىالأمانة في عهد الجاهلية . ويقول "صلى الله عليه وآله وسلم" : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا دين له ، وإن شقاء العيش وسوء النقلب هو أسباب من عدم التمسك بفريضة الأمانة ، وعدم الأمانة هو خيانة ، والخيانة ضياع للدين والدنيا ) . فرسولنا الكريم "صلى الله عليه وآله وسلم" فى الجاهلية قبل إنتشار الإسلام ، وقبل الفتح كان يطلق عليه قومه " الأمين " لما له من مسئولية أمام ربه فى إدراك المعنى الجازم بالأمانة . كذلك نبى الله موسى ( عليه الصلاة والسلام ) قبل أن ينبأ حينما قام بالسقاية لأبنتى الرجل الصالح كان معهم أميناً متمسكاً بعفة المسلم الحق الشريف ، وترفق بهما وسقا لهما ، ثم إستراح فى الظل ، قال الله تعالى : " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إنى لما أنزلت إلىً من خير فقير ، فجاءته إحداهما تمشى على إستحياء قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا ، فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ، قالت إحداهما يأبت إستأجره إن خير من إستأجرت القوى الأمين " . فبالرغم من شدة الفقر والغربة ، ومطاردة الظالمين له لكن تمسك بالفضيلة والأمانة ، وعرف حق الله ، وعرف حق العباد ، هذا هو جوهر الأمانة فى التشريع . والأمانة لما لها من معنى ومدلول كبير فى التشريع ؛ فكان إختيار الله لرسله الكرام ممن يتصفون بالأمانة والقوة والفضيلة والشرف وعزة النفس ، معتصمين بحبل الله المتين . والأمانة فى الآخرة خزى وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها ، وصلاح النفس لا يكون بالعلوم فقط ، وبالسيرة الطيبة ، وحسن الإيمان ! ولكن يكون بالتأهل لإدارة الشئون والأعمال ؛ أى أن نصطفى أخير الناس فى القيام بالأعمال دون الميل لهوى أو وساطة قرابة أو رشوة فهذه تكون خيانة للأمانة . قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم : " ( من أستعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) ، وقال " صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : ( من ولى من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ) . والأمة التى تضيع الأمانة فيها هى الأمة التى تطيش بها الأقدار ، ودل رولنا الكريم على هذا بأنه من مظاهر الفساد فى الأرض ن وأنه من علامات قيام الساعة ، وجاء رجل يسأل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال : متى تقوم الساعة ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : إذا ضيعت الأمانة فأنتظر الساعة ! فقال : وكيف إضاعتها يارسول الله ؟ قال : إذا وكل الأمر لغير أهله فأنتظر الساعة . والأمانة الحرص على أداء واجب العمل ، وأداء الإحسان فيه ، وليس أكبر خيانة ولا أسوء عاقبة من المرء الذى يتولى أمور العامة فنام عنها حتى أضاعها . ومن الأمانة ألا يستغل المرء مركزه لمنفعة شخصية له أو لأقربائه ، وقد قال "صلى الله عليه وسلم" : ( من إستعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعده فهو غلول ) ، وقال الله تعالى : " ومن يغلل يأتى بما غل يوم القيامة ، ثم توفى كل نفس ماكسسبت وهولا يظلمون ) آل عمران 161 . وأكرم مثال على الأمانة سيدنا يوسف الصديق الأمين عليه السلام حين رشح نفسه لإدارة شئون المال بنبوته وعلمه قال الله عز وجل : " قال أجعلنى على خزائن الأرض أنى حفيظ عليم " يوسف 55 والمسلم الذى يأخذ الحق ويعطى الحق كالمجاهد فى سبيل الله : وهناك أيضاً مدلول للأمانة فى الجوارح التى أنعم بها الله علينا ، فجميع حواسنا يجب أن نسخرها بأمانة ، وأولادنا أيضاً أمانة يجب أن ندرك أنها ودائع من الله نصونها ونسخرها لله وفى الله ، وأموالنا أمانة لدينا يجب أن ننفقها فى مرضاة الله ، ولا نفتن بها عن طاعة الله أو عبادته ، ولانستقوى بها على خلق الله أو على القيام بالمعاصى ، قال تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ، وإعلمووا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ، وأن الله عنده أجر عظيم " الأنفال 27 – 28 ومن الأمانة أيضاً حفظ الأسرار التى يأتمنها الناس لدينا ، وعدم ترك الللسان فى أن يفشى أسرار العباد ، وأيضـاً الأمانة بين المرء وزوجه قال "صلى الله عليه وسلم " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يفضى إلى أمرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها . ونأتى فى مفهوم الأمانة عند العوام من الناس وهى أمانة الودائع فيجب الحفاظ عليها وردها إلى أصحابها عند طلبها . ، ونكون فى ذلك نقتدى برسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" حينما هاجر وترك ودائع المشركين لـ على بن ابي طالب - رضوان الله تعالى عليه - ليسلمها نيابة عنه إليهم وهم اللذين أضطروه إلى ترك وطنه . وقال تعالى : " أنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا " الأحزاب 72 . ومن هذه الآيه نستخلص أن الذين غلبهم الظلم والجهل خانوا أماناتهم فحق عليهم عقاب الله ولكن أهل الإيمان والأمانة هو أهل التقوى وأهل المغفرة ، ومن هنا تكون السعادة القصوى أن يوقى الإنسان شر عذاب النفاق مع الله فى الآخرة وشر شقاء العيش فى الدنيا أولاً .
الموضوعالأصلي : لا إيمان لمن لا أمانة له // المصدر : أكرم بأل // الكاتب: نفحات الأمل نفحات الأمل ; توقيع العضو