كيف تختار زوجتك ؟؟؟
الزواج أمر حيوي له أهمية كبيرة في
بقاء الجنس الإنساني , ولهذا فإن الخالق العظيم سبحانه وتعالى خلق العالم البشري
ذكوراً وإناثاً , وخلق للرجال أزواجاً من نفس النوع الإنساني وجعل بنهم مودة ورحمة
. قال تعالى : "
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً
لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .
ولما كان للأسرة هذه الأهمية كانت مهمة اختيار العمودين الأساسيين اللذين
يقام عليهما بناء الأسرة صعبة تتطلب التأني والتفكير الطويل ولاستشارات الكثيرة ..
لأن النجاح أو الإخفاق فيه ليس مقصوراً على الفرد نفسه .. بل يتعداه إلى غيره من
الولد والأهل والأسرة .. فبهذا الاختيار يتحدد مصير الإنسان ومستقبله .. فإما سعادة
وهناء .. وإما تعاسة وشقاء ..
ويعتبر اختيار الزوجة الصالحة أصعب اختيار يواجهه
الإنسان في حياته ..
فالزوجة الصالحة لها أثرها الحميد في تنشئة الأبناء ,
واستقرار الأسرة وسعادتها الدنيوية , والفوز برضوان الله في الآخرة .
على أي أساس تختار الزوجة الصالحة ؟الدين
والخلق .. فذات الدين تخاف الله فلا تفرط في واجباتها العامة , ولا في
واجباتها الخاصة نحو زوجها وأولادها .. تصون عرضها , وتحفظ شرف زوجها . وترعى
الأمانة في ماله , وتربي أولادها على الفضيلة وحسن الخلق . لذلك يعتبر شرط الدين من
أعظم المطالب . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
تنكح
المرأة لأربع : لمالها , ولحسبها , ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت
يداك " .
ونجد من يتطلع إلى زوجة غنية موسرة , ولا يهمه غي ذلك .. نقول
له :
• إن المال عرض زائل , وظل حائل , وما أشد تقلبات الزمن .. إن وجد المال
وجدت المحبة , وإن فقد فقدت المحبة .
• إن المرأة قد تمنعك مالها وتبخل عليك به
.. أو تمن عليك إذا نالك شيء من مالها بل تحتقرك لأنك أدنى منها .
• إن هذه
المرأة يخشى الزوج أن يطلقها إن ساء سلوكها معه ما دام ينعم بمالها الذي وصل إليه ,
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : " لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن
أن يرديهن , ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن , ولكن تزوجوهن على الدين
, ولأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل " .
يقول الخوارزمي : من تزوج الغنية كان له
منها خمس : مغالات في الصداق , وتسويف في الزفاف , ووفور النفقة , وفوت الخدمة ,
ولم يقدر على طلاقها لذهاب المال معها .
ويقول الثوري : إذا رأيتم الرجل يسأل
عن المرأة وما تملك , فلا تزوجوه فإنه لص .
ومن الناس يبحث عن فتاة ذات حسب
ونسب عظيم ليكون موضع فخر بها وبأسرتها مكملاً نقصاً لاحقاً به .. ونقول له :
•
حسب المرأة مدعاة لترفعها عليك , وزهوها وافتخارها , وإن بذلت لك حقك المشروع رأت
أنها تمنحك أمراً لست أهلاً له , وقد جعلك الله سيداً , فكيف ترضى أن تكون لها
عبداً .
• إن حسبها بدون الدين والخلق يفوت عليك خدمتها لك , بل يتطلب ذلك أن
تخدمها أنت , أو تهئ لها من يخدمها لأنها لا تخدم نفسها .
• إن المرأة ذات
الحسب يقتضي وضعها نفقات مناسبة , وإن توانيت فلتعش في هم نكد وصدق رسول الله صلى
الله عليه وسلم القائل : "
من تزوج امرأة ليغض بها بصره ويحصن
فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه , ومن تزوج امرأة لمالها لم يزده
مالها إلا فقراً , ومن تزوج امرأة لحسبها لم يزده الله إلا دناءة " .
ومن الناس يبحث عن فتاة ذات جمال فوق العادة .. ولا يهمه بعد ذلك خلقه ودينها ,
أو حتى منبتها .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر . فعن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إياكم وخضراء الدمن " قيل يا رسول الله : وما خضراء الدمن ؟ . قال : "
المرأة الحسناء في المنبت السوء " .
سوء الاختيار
..إن الإنسان الذي لم يعتمد على العنصر الأصل في اختيار الزوجة وهو (
الدين والخلق ) لابد له من أن يعاني منغصات عديدة منها
:
1-
منغصات من جهة الشرف والعفاف .. فالمرأة
إذا لم تستشعر الخوف من ربها , وحامت حولها شبهة التهاون في عرضها أساءت إلى سمعة
زوجها , ونغصت عليه عيشه , وإن كان شهماً غيوراً عاش حياته في صراع نفسي وأزمات
داخلية .. وكيف يجد صاحب هذه الحال سكناً وراحة ؟
2-
منغصات من جهة تدبير المنزل وسياسته .. فإنها إذا كانت غر
مبالية بحقه سيئة التصرف , لم يزل في هم وقلق , فإن ناقشها يؤدي ذلك إلى الخصام
والشر , وإن سكت ماتت فيه النخوة , ونامت فيه الرجولة , وأصبح كالجماد المتحرك .
ولأهمية اختيار الدين بالغ في الحث عليه القرآن الكريم , والحديث النبوي الشريف
, فقد جعله الله وصفاً مميزاً للكاملات من النساء : "
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " . وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك , وإن أمرتها أطاعتك , وإذا
غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك " , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
أربع من السعادة : المرأة الصالحة , والمسكن الواسع ,
والجار الصالح , والمركب الهنيء " . وقال صلى الله عليه وسلم : "
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " .
كريمة الأصل : وقد استحب الإسلام إلى جانب الدين والخلق
أن تكون كريمة الأصل .. لأن المرأة ذات النسب الكريم تستحي معه أن تفعل نقيصة من
النقائص , وهي إذا لم تبتعد عما يشينها بوازع من الدين ابتعدت عنه بوازع شرف الأصل
, وإذا اجتمع الدين والأصل كان ذلك غاية الكمال .
جميلة
الوجه : وإذا اجتمع حسن الخَلْق , وحسن الخُلق كان أحسن وأجمل ,
فالمراد بالجمال هنا أن تكون بحيث لا ينفر الرجل منها , بل يقبل عليها , ويربط قلبه
بها , فتعغه عن التطلع إلى غيرها .
والجمال أمر نسبي يختلف باختلاف الأنظار ,
والميول , ولا دخل للألوان فيه , فقد تكون السمراء أحب إلى بعض الرجال من البيضاء ,
فلكل واحد أن يقدر من الجمال ما شاء .
ولذلك فقد أباح الشرع لمن أراد أن يتزوج
أن يرى جمال المرأة فينظر إلى وجهها , فقد روي أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة ,
فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : "
اذهب فانظر إليها فأنه أحرى أن يؤدم بينكما " . أي
توجد بينكما الألفة والمودة .
وقد خاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما يدل
على تقدير الحسن , والرغبة في الجمال , فيقول سبحانه : "
لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك
حسنهن " .
هذه بعض المعاني اللازمة عند اختيار الرجل للزوجة , والتي
أرشدنا الإسلام إليها ليجعلها من أرادوا الزواج نبراساً يستضيئون به , ويسيرون على
هداه , ولو أنهم اتخذوا هذه المعاني عند الاختيار للزوجة لأمكن أن يجعلوا من بيوتهم
جنة ينعم فيها الصغير , ويسعد في الزوج , وتعد للحياة أبناء صالحين تحيا بهم أممهم
حياة كريمة طيبة .
منقول بتصرف .