الأربعاء أبريل 17, 2013 7:57 am
رسالة بيانات كاتب الموضوع
يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ المعلومات الكاتب:
اللقب:
عضو بارع
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 06/12/2012
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ !!! الرسول مع أعدائه كانت العرب قبل الإسلام تعيش في ظلام دامس , ظلام الظلم والجهل , ظلام الطغيان والاستبداد والفساد في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , فلم تكن هناك شريعة يحتكمون إليها بل كانوا يرجعون قي أحكامهم إلى العرف السائد وأهواء سادتهم , فاحتاجوا إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الهداية الذي يحقق لهم السعادة والطمأنينة في مختلف الجوانب وبالتالي يحقق لهم الفوز بنعيم الآخرة . وكان المنقذ لتلك الجزيرة بل للعالم أجمع هو سيدنا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبدد الظلام ويهدي الكون إلى النور الإسلامي , فقد اتسمت سيرته بالدقة والشمول لمختلف جوانب الحياة , وينبوع فياض , يغدق بالخير , وتنعم به الإنسانية على أختلاف مشاربها . لقد نشأ الرسول يتيماً فقيراً عند جده لأبيه ثم عمه , ولما بلغ مبلغاً يمكن أن يعمل , عمل برعي الغنم لأهل مكة على قراريط , كما كان قد رعاها من قبل في البادية . فقد قال الرسول : " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم " فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " وأنا رعيتها لأهل مكة بقراريط " . ولقد شب الرسول بعيدا عن مفاسد الجاهلية وعاداتها السيئة في تلك الفترة فقد كان أفضل قومه وأحسنهم خلقاً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والبذاءة . فقد كان منذ طفولته إلى يوم بعثته مظاهر الكمال المحمدي , وكل هذه المظاهر التي عاشها كانت دلائل ل نبوته وآيات كمالاته , فلم يكن في شبابه يرضى إلا بالأمور العالية والتي يكون له بها الشرف والفخر بمشاركته فيها , ومن ذلك حضوره حلف الفضول التي دعت إليه قريش وكان في دار عبد الله بن جدعان حيث صنع طعاماً لكل من بني هاشم ومرة وتميم وحلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه . وحين بلغ الرسول أربعين سنة نزل عليه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وبدأ في تحمل أعباء الدعوة للإسلام وكان يدعو الناس سراً ثلاث سنوات ثم أمر بالجهر بها وقد نال كثيراً من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية من مشركي قريش وخرج بتلك الدعوة خارج مكة المكرمة لعله يجد من ينصر دعوته ويشد من أزره , إلا أنه لقي أذى كثيراً . حين خرج إلى الطائف وانصرف عائداً منها ودعا الله عز وجل فقال : " اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم " واستجاب الله له فأتوا بعد حصارهم وآمنوا واسلموا . وهكذا استمر في دعوته للإسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة حتى شاء الله له أن وفد إليه الأوس والخزرج فبايعوه على النصرة لهذا الدين لعظيم , ثم أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . وخلال تلك الفترة التي عاشها الرسول منذ البعثة إلى وفاته رسم للأمة الإسلامية منهجاً للحياة , وكان ذلك المنهج شاملا وكاملا متناولا جميع جوانب الحياة حيث إنه لم يدع صغيرة ولا كبيرة تخص الفرد المسلم إلا وقد رسم لها طريقاً واضحاً . ووضع لها قاعدة تسير عليها بما يتناسب مع مختلف الأزمنة والأمكنة . وفارق الرسول الدنيا وقد حكم الجزيرة العربية , وهابه ملوك الدنيا , وملك قلوب المسلمين حتى أنهم يفدونه بالنفس والمال والولد . فلماذا يا رسول الله محمد صلى الله عليك وسلم لك هذه المكانة العظمى في نفوس المسلمين في كل مكان .. ؟؟؟ لأنك اتصفت بصفات العظمة والكمال التي لم يتصف بها أحد سواك .. 1- مبدأ الحلم : قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134 . لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدود الله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا . وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه :أن رسول الله توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرة فأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعة لينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام , فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممث ل لقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي عليا بذلك . ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابة الصحيفة . وموقفا آخر يدل على حلمه وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر في قتله وهو يطوف , فلما دنا من الرسول قال له : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " . ويتجلى حلمه عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضد رسول الله , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبو سفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعي أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال : اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم . وموقف آخر يبين حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلى رسول الله فقال لهما : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " . إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفو ويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطتبه ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا . 2 - مبدأ التواضع ولين الجانب : قال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " . لقمان آية 18 . إن الكبر من الأخلاق المذمومة في نظر الإسلام وقد نهى عنه وحث على التواضع ورغب فيه . قال صلى الله عليه وسلم : " ما تواضع أحد لله إلا رفعه " . وكانت سيرته مثالا حيا في التواضع وخفض الجناح ولين الجانب وسماحة النفس . ومن تواضعه حين جاء أبو بكر الصديق بوالده أبي قحافة إلى رسول الله يوم الفتح فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه " قال أبو بكر : يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه , فأجلسه النبي ومسح صدره وقال له : " أسلم " فأسلم . فهذا موقفه مع أبي قحافة والد أبي بكر الصديق دليلا على تواضعه وتقديره لمن هو أكبر منه مع أن أبا قحافة لم يكن مسلما . لقد بلغ الرسول في هذا الخلق ما لم يبلغه غيره من البشر , فقد استطاع أن يكسب قلوب المحيطين به وثقتهم فيه وشعورهم بأنه واحد منهم . 3 - مبدأ حسن الظن : قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " الحجرات آية 12 . لقد حرص رسول الله على غرس هذا المبدأ في نفوس المسلمين , وعمل على تطبيقه حتى مع كبير المنافقين . فعن عبد الله بن أبي في غزوة بني المصطلق حين قال عن المهاجرين : أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل , ثم قال لمن معه : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم . فعلم عبد الله بن أبي أن زيد ابن أرقم بلغ الخبر , فجاء إلى رسول الله وحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به , وقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل . فقبل عذره مداراة له ولقومه الأنصار . وبهذا نجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرص ألا يكون هناك سوء ظن بالآخرين ولا تتبع خطواتهم ولا البحث وراءهم , وقد عمد على حسن الظن بمن حوله من الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك حسن الظن بالمنافقين والأعداء المحيطين به في المدينة وخارجها . يتبع ...
الموضوعالأصلي : يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ // المصدر : أكرم بأل // الكاتب: جارة المصطفى جارة المصطفى ; توقيع العضو
الأربعاء أبريل 17, 2013 7:59 am
رسالة بيانات كاتب الموضوع
يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ المعلومات الكاتب:
اللقب:
عضو بارع
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 06/12/2012
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: رد: يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ -مبدأ الوضوح في التعامل : لقد كان الوضوح سمة مميزة في تعاملات الرسول ليس فقط مع صحابته رضوان الله عليهم بل أيضا مع أعدائه , فلم يكن ممن يداهنون الغير , قال عز وجل : " ودوا لو تدهن فيدهنون " . القلم آية 9 . فهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما خرج معتمرا إلى مكة المكرمة وصدته قريش عن البيت الحرام بحجة أنه جاء لقتالهم فكان لا بد للرسول من أن يبين لهم أنه جاء معتمرا إلى البيت الحرام ولم يجئ لقتال أحد , وهكذا أوضح هدفهم من المجيء , وبعدها قال لبديل معترضا على تصرف قريش بأن الحرب قد أهلكتهم فلو أنهم خلوا بين الناس والمسلمين فمن شاء دخل في الإسلام وأسلموا هم , أما إذا أرادت قريش الحرب والقتال فإنه مستعد لقتالهم من أجل هذه الدعوة حتى يقتل أو ينفذ الله أمره , وهكذا كان واضحا مع بديل في اعتراض قريش حيث إنهم لم يتركوا الرسول دون أذى و تحريض الناس والقبائل ضده فلم يكن الحرب والقتال للقضاء على الدعوة الإسلامية إلا من قريش وحدها أو من حالفها وبتحريض منها , وكون أن قريش تريد الحرب والقتال فالرسول ومن معه على أتم استعداد للمواجهة حتى ا لموت , ولم يكن أمام بديل إلا أن يعود أدراجه ويبين لقريش ما دار بينه وبين الرسول . ويزيد وضوح المصطفى في التعامل مع الوفود التي تأتي لتسأل عن الإسلام أو تعلن إسلامها أمامه فلم يكن صلى الله عليه وسلم يجبر الناس على دخول الإسلام بل يعطي لهم فرصة ليستوضحوا الأمر ويفهموا دعوته وما أرسل به ثم يدعوهم بعد ذلك إلى الحق فهذا وفد ثقيف أتى رسول الله فضرب لهم قبة في ناحية المسجد لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا ومكثوا يختلفون إلى رسول الله وهو يدعوهم إلى الإسلام حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم الرسول قضية صلح بينه وبين ثقيف يأذن لهم فيها بالزنا وشرب الخمر وأكل الربا ويترك لهم طاغيتهم اللات وأن يعفيهم من الصلاة وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم . فأبى رسول الله أن يقبل شيئاً من ذلك فخلوا وتشاوروا فما كان منهم إلا أن اس تسلموا وأعلنوا إسلامهم واشترطوا أن يتولى الرسول هدم اللات وأن ثقيفا لا يهدمونها بأيديهم أبدا فقبل ذلك . وما كان هذا إلا لمعرفتهم بأنه لن يرضى بغير الوضوح في كل تعاملاته وصدق الإيمان وبذلك تمكن من كسب هذه الفئة في الإسلام وتفانيهم فيما بعد في الدعوة إليه . إن الوضوح في التعامل يعد مبدأ هاما لتوضيح وجهات النظر بين الفئات المختلفة وإزالة ما قد يرد إلى الأذهان من شكوك وظنون وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحا أمام الجميع فيكون كل فرد على بينة من أمره يعرف ما هو مطلوب منه وما هو الواجب عليه لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على الوضوح في تعامله حتى مع الفئات المخالفة له من غير المسلمين . 5 - مبدأ العفو والتسامح : قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " . الأعراف آية 199 . وقد مارس الرسول هذا المبدأ في التعامل مع صحابته رضوان الله عليهم ومع أعدائه وضرب للمسلمين مثلا في العفو فقد تجاوز عن المسيء من أعدائه مع قدرته على القصاص منه . وهناك الكثير من الأحداث والمواقف التي سجلهاالتاريخ والتي تدل على تطبيق مبدأ العفو والتسامح مع أعدائه . ومنها حين خرج الرسول في ألف مقاتل وسلك بمن معه من المؤمنين على البدائع في مرة بني حارثة ومروا بحائط لمربع بن قيظي وكان منافقا فلما سمع حس رسول الله والمسلمين رفع حفنة من تراب وقال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فبدره سعد بن زيد بضربة شج بها رأسه وابتدره رجال ليقتلوه فقال لهم رسول الله : " دعوه لا تقتلوه فإنه أعمى القلب أعمى البصي رة " .وموقف آخر بعد أن عادت سرية محمد بن مسلمة التي غارت على بني بكر بن كلاب فهرب سائرهم فاستاق المسلمون نعما وشاء وقدموا المدينة ومعهم ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة , كان قد خرج متنكرا لاغتيال النبي بأمر من مسيلمة الكذاب فأخذه المسلمون , فلما جاءوا به ربطوه بسارية في المسجد , فخرج إليه النبي فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتل ذا دم وإن تنعم على شاكر , وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت , فتركه ثم مر به مرة أخرى . فقال له مثل ذلك . فرد عليه كما رد عليه أولا , ثم مر مرة ثالثة فقال : " أطلقوا ثمامة " فأطلقوه فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم جاء إلى الرسول فأسلم . وأعظم موقف في عفوه أن رسول الله وقف على باب الكعبة يوم الفتح وخطب في الناس ثم قال لقريش : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء " . فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم . وبهذا العفو والتسامح منه في تعامله مع أعدائه استطاع كسب محبة الأعداء وإسلامهم والوفاء له فيما بعد . فالعفو والتسامح يؤتي ثماره الإيجابية ليس فقط مع الأصحاب بل حتى مع الأعداء ويكون له أكبر الأثر في غرس الثقة والمحبة في تلك القلوب التي عميت بالعداء والحقد والحسد . 6 - مبدأ الصبر : قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " البقرة آية 153 . كان الرسول نموذجا مثاليا في الصبر على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس فقد صبر حين حوصر هو والمسلمون في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات , فقد قامت قريش بإجراء انتقام ظالم جائر حيث قرروا كتابة كتاب يتعاقدون فيه على بني هاشم بني المطلب على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم , ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم , وتعاهدوا عليها وتواثقوا ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة . وموقف آخر . بعد غزوة بدر وانتصار المسلمين على قريش قدم الرسول المدينة وجمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال : " يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريش " فقالوا : يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا.فأنزل الله تعالى : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " . كان معنى ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر بالحرب ولكن كظم النبي صى الله عليه وسلم غيظه وصبر المسلمون وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليالي . وكان قولهم يكفي لأن يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على التصرف معهم بقوة وشدة سواء في الرد عليهم بالقول أو الفعل , وكان الله كفيلا بنصر رسوله إلا أنه تحلى بالصبر في هذا الموقف لعله بذلك يتمكن من كسب قلوب الأعداء ودخولهم في الإسلام . 7 - مبدأ الحزم : يتضح حزم الرسول مع من يخونه ويغدر به في عدت مواقف منها موقفه عندما عاد من حمراء الأسد إلى المدينة أخذ أبا عزة الجمحي وهو الذي كان قد من عليه الرسول من أسارى بدر لفقره وكثرة بناته على أن لا يظاهر عليه أحد ولكنه غدر فحرض الناس بشعره على النبي والمسلمين وخرج لمقاتلتهم في أحد فلما أخذه الرسول قال : يا محمد أخلني وامنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت , فقال : لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمدا مرتين . ثم أمر الزبير فضرب عنقه . وأيضا موقفه مع المنافقين الذين حاولوا الغدر به عندما قاموا ببناء مسجد الضرار وكان هذا المسجد عبارة عن وكر مؤامرات أقيم لمناوأة الرسول والمسلمين في المدينة , فلما فرغوا من البناء أتوا إلى النبي وهو يتجهز لغزوة تبوك وطلبوا منه أن يأتيهم ويصلي في ذلك المسجد ليأخذ الصبغة الشرعية فاعتذر الرسول بقوله : " إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا – إن شاء الله – لأتيناكم فصلينا لكم فيه " وأثناء عودة الرسول من غزوة تبوك نزل عليه الوحي بخبر المسجد . قال تعالى : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " . وهنا دعا اثنين من أصحابه هما : مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال : " انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه " وفعلا أتياه فهدماه وحرقاه وتفرق أهله عنه وتركوه للنار . فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حازما في الأعمال التي يقوم بها وفي مواجهة الأحداث التي قد تسبب بلبلة أو تؤدي إلى مصائب أعظم يقدم على العمل بعد التفكير الجاد والنظرة البعيدة للأحداث المترتبة على ذلك العمل فلم يكن يتسرع في الإقدام ثم يعود ويتراجع عن القرار . 8- مبدأ العدل : قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " .المائدة آية 8 . العدل في المجتمع الإسلامي لا يختص بفئة بعينها بل هو عدل شامل فلا يتأثر بقرابة ولا صدقة ولا بغض ولا عداوة . ومن أعظم الوقائع التاريخية الدالة على عدله عندما سرقت المخزومية وشق على المسلمين إقامة الحد عليها بقطع يدها وحاولوا التوسط بزيد بن الحارثة وابنه أسامة لأنهما أحب الناس إلى رسول الله فرفع أسامة القضية إلى الرسول فما كان جوابه إلا أن قال : " أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " . 9 - مبدأ الوفاء بالوعد : قال الله تعالى : " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " . الرعد آية 20 . لقد حرص الرسول على ممارسة مبدأ الوفاء بالوعد في تعامله مع أفراد المجتمع المسلم . وهناك كثير من المواقف التي تبين ممارسته لهذا المبدأ في حياته ومن أعظمها عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي مكة أتاه أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده قد خرج من مكة فطالب سهيل بأن يرده الرسول إلى المشركين ببنود الصلح بينهم , وأبو جندل يصرخ بأعلى صوته , يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني , فقال رسول الله : " يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين اليوم صلحاء وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم " . اللهم صلي وسلم على المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم ا لدين منقول بتصرف من كتابي / الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري . العلاقة الإنسانية في السيرة النبوية / نوال الطويرقي .
الموضوعالأصلي : يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ // المصدر : أكرم بأل // الكاتب: جارة المصطفى جارة المصطفى ; توقيع العضو
السبت مايو 04, 2013 5:02 am
رسالة بيانات كاتب الموضوع
يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ المعلومات الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 555 تاريخ التسجيل : 15/12/2012
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: رد: يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ
السبت مايو 11, 2013 5:01 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ المعلومات الكاتب:
اللقب:
صاحب الموقع
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 364 تاريخ التسجيل : 30/12/2011 العمر : 33 الموقع : جدة
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: رد: يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ
الــرد الســـريـع هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة احترم مواضيع الآخرين ليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهمات متتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوع مناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدب الحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلا تتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دين عليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلا تناقشا المشكله على العام بل على الخاص ان احترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقة تضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار في موقعنا إدارة أكرم بأل
خــدمات المـوضـوع إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا