الخميس مارس 21, 2013 12:28 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
الغيبة والنميمة شر الوجدان وداء اللسان المعلومات الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 555 تاريخ التسجيل : 15/12/2012
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: الغيبة والنميمة شر الوجدان وداء اللسان
قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾ الحجرات ١٢الغيبة تعريفها واشكالها والوانها والغيبة هي : ان تذكر اخاك في غيابه بما يكرهه لو بلغه ، سواء ذكرته بنفص في بدنه او نسبه او في خلقه او فعله او قوله او دينه او دنياه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ هل تدرون ما الغيبة ؟﴾ قالوا الله ورسوله اعلم قال ﴿ ذكرك اخاك بما يكرهه .﴾ قيل : ارأيت ان كان في أخي ما أقول ؟ قال ﴿ ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته . ﴾ صحيح مسلم فقولك على اخيك غائبا انه بخيل او كسلان فأنت تعيب فعله وقولك انه لص اوزان فقد اغتبت خلقه ودينه ومن غيبة الدين ايضا قولك انه لايجيد الوضوء او ينقر الصلاه .. وقولك الاعرج او الاعمى مثلا فقد اغتبته في بدنه كما ان الغيبة اذا اقترنت بالترفع او اظهار التعفف مثل ان يقول احدهم مشيرا الى فعل ما لشخص ما ( الحمد لله الذي عفانا مما ابتلاه ) او ( نعوذ بالله من قله الحياة ) قاصدا من قولك هذا التشهير فشخص ما وفضح فعله فأن الغيبة هاهنا اقترنت بالرياء وقد اقترفت الفاحشتين معا.. بل إن احيانا تقترن الغيبة بالمديح كأن يقال مثلا ( فلان هذا ما أحسنه من خيارنا لولا بعض ما الم به ) ثم يدعوا له بالشفاء مما اصابه .. او ان يقول مثلا ( سائني والله ما حدث لفلان ويسميه ويتظاهر بالاغتمام له ثم يستفيض في شرح ما حدث وينكل به ) تلك اربع فواحش كاملة الغيبة والرياء وتزيكة النفس عند الغير والكذب لانه لم يغتم لما حدث لمن اغتابه ولو سائه لكتمه .. ومن مظاهر الغيبة الغير مألوفة اظهار التعجب الشديد حين رواية حادث ما او فعل ما لشخص مقرنا التعجب بملامح امتعاض او اشمئزاز وهو ما يسترعى انتباه الحاضرين لما يقال ويزيد من نشاط الراوي وحماسته والذي لابد وانه مغتاب .. وهكذا .فإن الغيبة لا تقتصر على اللسان فقط .. بل كل اشارة وهمزة وغمزة قصدت بها الانتقاص من شخص ما فهي غيبة سواء تصريحا او تلميحا .. سواء كان المنتقص من حقه حيا او ميتا .. والغيبة بالقلم ايضا فالقلم احد اللسانين قال تعالى ﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾ الهمزة ١ عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علينا امرأة فلما ولت اومأت بيدي انها قصيرة فقال صلى الله عليه وسلم ﴿ إغتبتها ﴾ حسنه ابن حبانالنميمة تعريفها واشكالها والوانها النميمة هي نم قول الغير الى المقول فيه .. وهي ما تعرف بين العامة بالفتنة ونقل الكلام والوقيعة بين الناس كقول احدهم فلان قال فيك كذا وكذا .. ولا يشترط ان تنقل الكلام لعين ذات الشخص المقول فيه .. بل اذا نقل الكلام لغيره ممن يكره اطلاعه على الامر .. والنم هو كل كشف عورة او هتك ستراأو ازاعة سرا مما يقع عنه ضررا او كراهه .. سواء كان ذلك تصريحا او تلميحا قولا او كتابة او اشارة . قال تعالى ﴿ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ القلم ١١ قال رسول اللة صلى الله عليه وسلم ﴿ لايدخل الجنة نمام ﴾ متفق عليه قال رسول اللة صلى الله عليه وسلم ﴿ألا اخبركم بشراركم ﴾ قالوا بلى .. قال ﴿المشاءون بالنميمة المفسدون بين الاحبة الباغون للبرآء العيب ﴾ اخرجه احمدما ليس بغيبة ولا بنميمة – والرخص والاعذار فيها تعميم القول بما فيه كراهه على الناس عامة او على رهط غير محدد الهوية ولا يمكن تعيينه كقول احدهم .. اعلم اناس يفعلون كذا .. او ما بال الناس لم يعد فيهم خيرا .. وما شابه . ذكر مكاره مقرونة بأزمان على الا يفهم منها من الفاعل أويقصد بها حصر الفاعلين كأن يقول احدهم .. مر علينا بالأمس القريب أناس يفعلون كذا .. أو .. كانت قريتنا في الماضي تفعل كذا وكذا. التظلم وشهادة الحق : امام القضاء اذا كان فيما يقال برهان ودليل نافع لاقرار الحق فبالطبع مقاضاة شخص لانه ارتكب جرم ما بك او بغيرك أو الشهادة عليه امام القضاء لا يعد من النميمة ولا الغيبة قال رسول اللة صلى الله عليه وسلم ﴿ إن لصاحب الحق مقالا ﴾ متفق عليه الاستعانة على تغيير منكر او تحذير انسان من شر ينتظر وقوعه : إذا كان كشف مستور او ذكر مكروه فيه درء لمفسدة كبيرة او صيانة لعرض او حفظ نفس او مال او منع ظلم. ودرء المفاسد مقدم دائما على جلب المنافع .. فإذا كان في كشف المستور صيانة روح او مال او عرض او منع ظلم كان واجبا مرخصا له .. فلا يتصور ان تعلم من سرق جارك ولا ترشد عنه او انه هناك من يهدد حياته ولا تحذره الاشارة الى شخص بعاهه فيه اشتهر ويعرف بها كأن يتعثر التعريف بشخص ما الا بذكر عاهته لانها اكثر شئ مميز فيه وهو معروف بها في محيطه او كذكر هذه العاهه ضمن مواصفات لشخص جاء من يطلبه ولا يعرف وصفه او في محضر تحقيقات يؤخذ فيه مواصفات المتهمين.. وهكذاالعلاج من الغيبة والنميمة بكبح مسبباتها ودوافعها وسد مداخل الشيطان لها واعلم اخي الكريم ان شرور الفعل تحفزها وتثيرها شرور النفس والطوية .. فإذا كبحت شورور نفسك وبواعثها نجوت من الوقوع في الغيبة والنميمة وهذه البواعث النفسية و الشرور المطوية بالقلب الباعثة الى الغيبة و النميمة وهي مداخل الشيطان لايقاعك فيها هي : الغيظ – المداهنة و المماحكة – سوء الظن – الرياء – التحقير – الحسد – الهزل والسخرية – التعلل والتبرير كفارة الغيبة و النميمة انما كفارة الغيبة و النميمة قسمين يجب ان يكتملا حتى تبرأ قسم بينك وبين الله : وجب عليك فيه الاستغفار والتوبة والندم و التاسف من القلب وطلب المغفرة و الصفح وقسم بينك وبين من آذيته : فعليك ان تتحلل منه بأن يعفوا عنك ويصفح ويغفر لك ويطلب من الله المغفرة لك بأي ثمن كان .. فأن لم يحلك من آثمك ولم يعفيك من مظلمته فأعلم انك مدان بها حتى يعفوا او يقتص يوم الدين الخاتمة أتى رجلا الى حكيما يسأله : اخبرني عن السماء وما اثقل منها ؟ وعن الارض وما اوسع منها ؟ وعن النار وما احر منها ؟ وعن الزمهرير وما ابرد منه ؟ وعن البحر وما اغنى منه ؟ وعن اليتيم وما اذل منه ؟ وعن الصخر وما اقسى منه ؟ فأجاب الحيكم : اثقل من السماوات البهتان على البرئ والحق اوسع من الارض والقناعة اغنى من البحر والحرص و الحسد احر من النار والحاجة ابرد من الزمهرير والنمام إذا انكشف اذل من اليتم والكافر قلبه اقسى من الصخر قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ الحجرات ٦ المراجع القرآن الكريم - موسوعة الحديث الشريف - خواطر الشعراوي - تفسير اللغوي - المستخلص في تزكية الانفس لسعيد حوي
الموضوعالأصلي : الغيبة والنميمة شر الوجدان وداء اللسان // المصدر : أكرم بأل // الكاتب: الأمل