ا
لأربـــاح الضائعــة الحمد لله رب العالمين , والصلاة
والسلام على المصطفى الأمين , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبع هداه إلى يوم الدين
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لو افترضنا ..أخي المؤمن .. أختي
المؤمنة : أن جهاز كمبيوتر جديداً طرح في الأسواق , يمكن من خلاله كسب دولار في
رصيد مالكه إثر كل لمسة على مفتاح من مفاتيحه ..
أفلا يقبل
الناس على شرائه وامتلاكه إلى درجة تنفد فيها ملايين الأجهزة من الأسواق خلال أيام
.. بل خلال ساعات قليلة ؟؟ !!ستقولون : نعم بكل تأكيد , لأن مشتري
الجهاز سيسترد ثمنه خلال دقائق بمواصلة اللمس على مفاتيحه .. ثم يكون اللمس مدراً
لأرباح صافية .. تتضاعف أضعافاً مضاعفةً .. لا تتوقف ما دام لا يتوقف اللمس على
المفاتيح .. !!
لو قلت لكم أنكم تملكون أفضل من هذا الجهاز , وتستطيعون أن
تربحوا من أكثر .. وأعظم .. وأفضل .. فسوف تقولون :
بربك دلينا
عليه ؟؟ !!إنه جهاز صغير لا يحتاج إلى كهرباء ولا صيانة .. وأنتم
تحملونه معكم هبة من الله تعالى أينما ذهبتم .. وحيثما حللتم .. !!
أنه ((
لسانكم ))
الذي في أفواهكم .. تسبحون به الله تعالى , وتحمدونه
, فلا تأخذ منكم التسبيحة والتحميدة أكثر من ثانية أو ثانيتين , ولا تكلفكم من
الجهد شيئاً , فما أكثر ما استخدمنا اللسان في كلام لا طائل وراءه إن لم يكن مجلبة
للسيئات إذا كان غيبة أو نميمة أو كذباً ..
قد تقولون : صحيح إن التسبيح
والتحميد لا يأخذ من وقتنا .. ولا يكلفنا من الجهد الكثير .. ولكن ..
أين الأرباح ؟؟؟لست أنا من يخبركم بأرباح هذا التسبيح
والتحميد .. بل إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله : "
من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير . في كل يوم مائة مرة . كانت له عدل عشر رقاب , وكتبت له مائة حسنة ,
ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي . ولم يأت أحد
بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك " . أخرجه البخاري ومسلم .
تعالوا إخواني المؤمنون .. أخواتي المؤمنات نحسب .. كم ربحنا من هذا التهليل
والتحميد .. لو أردنا أن نحسب ثمن عشر رقاب , أي عبيد نشتريهم لنعتقهم .. ألن يكون
المبلغ كبيراً .. وكبيراً جداً ؟؟ ..
هذا هو الربح الأول
.بكم سنتصدق على الفقراء والمحتاجين لننال مائة حسنة ؟.. لا شك أنه مبلغ
لا
بأس به ..
وهذا هو الربح الثاني .ثم بكم
سنتصدق أيضاً لننال حسنات تذهب بمائة سيئة علينا ؟ .. مصداقاً لقوله تعالى : "
إن الحسنات يذهبن السيئات " .. إنه مبلغ مبلغ لا بأس به
أيضاً ..
وهذا هو الربح الثالث .وأخيراً ..
كم سندفع أجراً في اليوم لحارس شخصي يحمينا من أعداء يتهددون
ويتوعدون ؟ ..
وهل هناك عدو أخطر من الشيطان ؟ .. لقد أخبرنا الرسول
صلى الله عليه وسلم أن كلمات الذكر السابقة تكون لمن يكررها مائة مرة : "
حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي " .
والحرز هو :
الموضع الحصين .
وهذا هو الربح
الرابع .ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه الأرباح حقيقية وليست
مبالغات , وذلك في قوله في نهاية الحديث : "
ولم يأت أحد بأفضل
مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك " .
فما أعظمه من كسب , وما أربحها
من تجارة .. رأس مالها قليل , وجهدها يسير .. وربحها مضمون .
و
هل تريدون أحاديث أخرى بها الأجر العظيم والربح الوفير ؟؟..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
من قال : سبحان
الله وبحمده في يوم مائة مرة , حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " ..
أخرجه الشيخان .
وقال : "
كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان
في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم , سبحان الله وبحمده"
.. أخرجه البخاري .
وغيرها من الأحاديث ..
فلنحسب يا أخي .. يا أختي .. كم
أضعنا من الفضل والخير والحسنات بتقصيرنا في ترطيب ألسنتنا بذكر الله تعالى ؟؟
!!
فهل نترك الأيام الباقية من أعمارنا تمضي كما مضت أيامنا
الماضيات ؟؟ !!ولتعلموا إخوتي : أن الحسنة قد تكون في الدنيا كما تكون
في الآخرة , قال ابن كثير في تفسيره : ( الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من
عافية , ودار رحبة , وزوجة حسنة أو – زوج حسن – , وولد بار , ورزق واسع , وعلم نافع
, وعمل صالح , ومركب هنيء , وثناء حسن , وغيرها .. وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها
دخول الجنة , وتوابعها من الأمن من الفزع الأكبر في القبر , وتيسير الحساب , وغير
ذلك من أمور الآخرة ) .
هلا بدأنا أخي المسلم .. أختي المسلمة .. منذ اليوم
بتدارك هذا الخير العظيم الذي كان يفوتنا ؟ ..
لنبدأ بتسجيل أرصدة عظيمة في
صفحات أعمالنا .. فكم نحن بحاجة إلى حسنات الله تعالى في الدنيا وفي الآخرة .
"
ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار "