أهلا بفصل الشتاء
أغتنم فصل دخول الشتاء،،ففي الشتاء عبر وفوائد::
قد
يعتبر الكثير منا فصل الشتاء فصل الأصابة بنزلات البرد والأنفلونزا ، وقد
يرى البعض فيه أنه فصل الملل لأنه يمنعهم من التنزه بسبب الأمطار والبرودة،
أو أنه مكتأب وحزين يبعث في النفس العباسة إلا أن الشتاء كان عند رسولنا
الكريم والسلف الصالح يعني غير ذلك، كان يعني فصل الصوم والقيام والتعبد
والتفكر ... فقد كان كما قال الفاروق عمر عنه غنيمة العابدين ..
ومع قدوم فصل الشتاء أحب أن أذكر نفسي وأياكم بأدعية وأذكار الشتاء
فإذا عصفت الريح نقول :
اللهم أنى أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به[/size]
]عند سماع الرعد و الصواعق :
اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك
عند نزول المطر نقول:
اللهم صيّباً نافعاً ....
ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده
وإذا زاد المطر نقول :
اللهم أغثنا ثلاث مرات ... اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والأجام والأوديه ومنابت الشجر
لانقل أُمطرنا بنوء كذا ... ولكن نقول مطرنا بفضل الله
حيث
يكثر في هذه الأيام بيننا من ينسب المطر إلى الأنواء، وهذا منافي لما قاله
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
فعن زيد بن خالد الجهني قال :
"صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر
السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال
ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر
فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال
مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ( رواه مسلم )
يذكرنا البرد القارس في الشتاء بزمهرير جهنم أعذنا الله منها
فعن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"
اشتكت النار إلى ربها
فقالت رب أكل بعضي بعضا.. فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد
ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير"
(رواه البخاري )
بل ويقول أحد الزهاد:
" ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر"
بعض الأحكام
المسح على الجورب
يكثر
في الشتاء وبسبب برودته لبس الناس للجوارب ... ومن رحمة الله بعبادة أن
أجاز المسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، وتكون مدة المسح
على الجورب للمقيم يوماً وليلة ، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن ،
وتبدأ
المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح،
ويكون المسح أعلا الخف فيضع يده
على مقدمته ثم يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبها اسباغ
الوضوء في برد الشتاء كفارة للذنوب
بعض
الناس لا يسبغون الوضوء بسبب شدة البرد وهذا لا يجوز ولا ينبغي،
فعن عثمان
بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من توضأ
للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع
الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه ( رواه مسلم )
فإن صعب على المرء الوضوء بالماء البارد في الشتاء فليتوضأ بالماء الدافئ فليس هناك أي دليل شرعي يحرم ذلك أو يمنعه
]الشتاء غنيمة العابدين
فلذلك
أُوصي نفسي واياكم بالإجتهاد في طلب مرضاة الرحمن
في ليال الشتاء الطوال
وأن نكثر من صيام نهاره ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" الغنيمة
الباردة الصوم في الشتاء "
وقد كان الحسن يقول : " نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه"
يجتمع في الشتاء للمؤمن ميزتان
قصر النهار فيجعل نهاره صياماً ....... ويطول ليله فيحييه قياماً
وقد فطن الصحابة الكرام رضي الله عنهم لهاتان الميزتان اللتان في الشتاء :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
الشتاء غنيمة العابدين ...
وقال أبوهريرة رضي الله عنه :
ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ؟ قالوا : بلى ، فقال :
الصيام في الشتاء .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ، يطول فيه الليل للقيام ، ويقصر فيه النهار للصيام .
فعلى المسلم أن يغتنم مواسم الخير فلا يفرط فيها :
فقوله صلى الله عليه وسلم :
( اغتنم خمسا قبل خمس……….. ) يدلنا على الحث على اغتنام الخير حيث كان .
وللمؤمن أيضاً في الشتاء وقفتان :
الوقفة الأولى :
يتذكر
أحوال أهل الجنة إذا مسّه البرد فهم كما قال الله تعالى : {مُتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً
}الإنسان13
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
أي ليس عندهم حر مزعج ، ولا برد مؤلم ، بل هي مزاج واحد دائم سرمدي لا يبغون عنها حولا .
أما أحوال أهل النار فهم كما قال الله تعالى :
{هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ }ص57
قال
ابن كثير رحمه الله تعالى:
أما الحميم فهو الحار الذي قد انتهى حره ، وأما
الغساق فهو ضده ، وهوالبارد الذي لا يستطاع من شدة برده المؤلم .
الوقفة الثانية :
يتذكر
إخوانه المسلمين وما يلاقونه من شدة البرد مع قلة المأكل والمشرب وفقد
وسائل التدفئة ،
فيسارع إلى سد فاقتهم وقضاء حاجتهم تقرباً إلى الله تعالى
ويحمده سبحانه على مامنَّ عليه
[size=25]من نعمة الأكل والشرب وتوفر التدفئة وغيرها من النعم التي لا تحصى
فيثني عليه ثناءً يليق بعظمته
نسأل الله تعالى أن يرشدنا لما فيه خيرلنا في الدنيا والآخرة
اللهم آمين ..